الخواطر

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

اعتاد مني الشعر ألا يزهرا







اعتاد مني الشعر ألا يزهرا
مالم تضيئي في سماه الجوهرا
لما أضيف إليك صار معرفا
حقا وكان قبيل ذاك منكّرا
يشتاق لمسك كلما أرسلته
فيثوب باللمس اللطيف مبشرا
وإذا مضى في الليل كان ضياؤه
في الدرب منك سناء طيف مزهرا
عهدي به يشكو التمحل تربه
ما باله لما رآك تحدرا
لولا مرورك عند طلعة قطفه
لم أجن منه عود غصن أخضرا
كم بت أحشوه الأطايب بغية
أن تلمسيه على الصباح معطرا
ترعاه عينك لو تأوب راجعا
يشدوه رجعك لوتثنى مسهرا
يغريه حبك في المحافل ذائعا
يبديه رسمك بالعقيق مؤطرا
لا تصطفيه بنان كفك مرة
إلا ويرقص في النعيم مكبرا
*******
يامن جعلتك للفؤاد شغافه
ولموق عيني دمعه والمحجرا
كم بين واحات القصيد مؤانس
لكن حرام غيرشخصك أن أرى
وكفى قصيدي قربكم وودادكم
نظروا إلي أم استعاضوا المنظرا
ما ضرني إعراضهم عني إذا
أقبلتِ كالصبح استطال فأسفرا
ما عاقني منع الجداول قطرها
وأنا أعيش الفيض بحرا أزخرا
حتى إذا شح السقاء بقطرة
ناديت غيمك فاستجاب فأمطرا
أنا ما نظمت لغير عينك أحرفا
أنا ما أسلت لغير ثغرك كوثرا
أنا ماتقلدت النجوم لغيركم
فنظمت منها عقد شعري الأقمرا
أنا ما أممت الشمس يوما مادحا
إلا لأنك كنت فيها المظهرا
أمضي فتسلمني الدروب لواحة
صيرتُها لنشيد حبك منبرا
ولئن بقيت لأملأن رياضها
شعرا تفاخر في محاسنه الذرا
محبوبتي ردي الوصال فإنما
قالوا فأبدوا ما نظمتُ مكررا
إن كان غرك في الدلاء زحامها
فتأملي في الورد كيف تكدرا
إني لأدلي بينهم فيصدني
حمأ عليه الجمع زادفأكثرا
أعجوبة هذا الزمان وأهله
كم حط من قدر الكبار فأصغرا
إن الموارد ما تكدر صفوها
لو كان فيها من يسوس المخبرا
لكن وجدت إلى المعالي نسبة
ما حُط فيها غير زور أُشهرا
**********
يا منية لو عشت دهري باحثا
عنها محال أن أضيق وأضجرا
هلا ادكرت العهد عهد سويعة
بسق الهوى فيها فزان وأثمرا
مالي أراك على الغصون حمامة
حلّت وغصني من لقاها أقفرا
إني الغيور فلا تباهي حاسدا
بإثارتي وكفى بحبك مسعرا
عذبتني لوعتني أسهرتني
أنكرتني صيرتني متحيرا
أرهقتني أنكبتني أسلمتني
أرديتني خلفتني متمررا
لو شئتِ ترك الدار لم أترك بها
بعدي سوى دمع على غدر جرى
لا تحمليني للرحيل فإنني
أوشكت أدني للرحيل المكترى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق